هل الكلاب نجسة وتربيتها حرام وتمنع دخول الملائكة؟
الكلاب من الحيوانات التي أثارت جدلًا واسعًا في المجتمعات الإسلامية، إذ يتساءل الكثيرون عن مدى نجاستها، وحكم تربيتها، وتأثير وجودها على دخول الملائكة إلى المنازل. في هذا المقال، سنناقش هذه التساؤلات بناءً على الأدلة الشرعية والآراء الفقهية.
هل الكلاب نجسة؟
اختلف الفقهاء في حكم نجاسة الكلاب، وظهرت عدة آراء:
- الرأي الأول: يرى المذهب الشافعي والحنبلي أن الكلب نجس، مستدلين بحديث النبي ﷺ: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب» (رواه مسلم).
- الرأي الثاني: يرى المذهب المالكي أن الكلب ليس نجسًا بذاته، ولكن نجاسته تقتصر على لعابه فقط.
- الرأي الثالث: بعض العلماء المعاصرين يرون أن الكلاب طاهرة بالكامل، مستدلين بعدم وجود دليل قطعي على نجاستها في القرآن.
هل تربية الكلاب حرام؟
تربية الكلاب في الإسلام مسموح بها وفق شروط معينة:
- يجوز تربيتها للحراسة والصيد والرعي، فقد جاء في الحديث: «من اقتنى كلبًا إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراط» (رواه البخاري ومسلم).
- لا يجوز اقتناؤها داخل المنزل بدون سبب شرعي، إذ يُخشى أن ينقص من أجر صاحبها كما ورد في الحديث السابق.
هل وجود الكلاب يمنع دخول الملائكة؟
استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: «لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة» (رواه البخاري ومسلم)، ذهب كثير من العلماء إلى أن وجود الكلب في المنزل يمنع دخول الملائكة التي تحمل الرحمة والاستغفار.
لكن بعض الفقهاء أوضحوا أن المقصود بالملائكة هنا هم ملائكة الرحمة فقط، وليس جميع الملائكة، مثل الحفظة والكتَبة.
الخاتمة
باختصار، يختلف الفقهاء حول نجاسة الكلاب، لكن الأغلب يرون أن لعابها نجس. كما أن تربيتها جائزة للحراسة والصيد والزراعة، لكنها مكروهة دون سبب شرعي. أما دخول الملائكة، فإن بعض العلماء يفسرون الحديث على أنه يخص ملائكة الرحمة فقط. لذا، يُفضّل على المسلم اتباع الأحكام الشرعية بحكمة وتوازن في التعامل مع الكلاب.